رأب الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Angioplasty) هو إجراء طبي يُستخدم لعلاج ضيق أو انسداد الأوعية الدموية، وخاصة الشرايين، التي يمكن أن تتسبب في تقليل تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء الحيوية.
يُعتبر رأب الأوعية من الأساليب الطبية الحديثة التي تلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
مفهوم رأب الأوعية الدموية
رأب الأوعية هو عملية طبية تهدف إلى توسيع الأوعية الدموية التي أصيبت بالضيق أو الانسداد نتيجة تراكم الدهون أو الجلطات الدموية، وبالتالي تحسين تدفق الدم.
يتم ذلك باستخدام قسطرة تحتوي على بالون صغير يتم إدخاله في الوعاء الدموي من خلال فتحة صغيرة في الجلد أو من خلال الشريان الفخذي.
عندما يتم إدخال القسطرة إلى مكان الانسداد، يتم نفخ البالون لتوسيع الوعاء الدموي وإعادة تدفق الدم بشكل طبيعي.
أسباب انسداد الأوعية الدموية
الانسداد أو التضيق في الأوعية الدموية يحدث عادة بسبب تراكم الترسبات الدهنية المعروفة بتصلب الشرايين (Atherosclerosis)، وهي حالة يحدث فيها تجمع للدهون والكوليسترول في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييق الشرايين وتقليل تدفق الدم.
عوامل الخطر التي تسهم في هذه الحالة تشمل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- التدخين.
- قلة النشاط البدني.
- مرض السكري.
- التاريخ العائلي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
كيفية إجراء رأب الأوعية الدموية
رأب الأوعية يُنفذ تحت تأثير التخدير الموضعي، حيث يتم إدخال القسطرة عبر شريان الفخذ أو المعصم باستخدام إبرة دقيقة.
يتم توجيه القسطرة إلى مكان الانسداد باستخدام الأشعة السينية. بعد ذلك، يتم إدخال بالون صغير إلى مكان التضيق أو الانسداد.
يُنفخ البالون ليضغط الترسبات الدهنية أو الجلطات ويُوسع الشريان.
في بعض الحالات، قد يُوضع دعامة (stent) معدنية أو مغطاة بالدواء في الوعاء الدموي بعد توسيعه للحفاظ على الوعاء مفتوحًا ومنع حدوث تضيق مرة أخرى.
أنواع رأب الأوعية الدموية
هناك نوعان رئيسيان من رأب الأوعية:
- رأب الأوعية بالبالون: وهو النوع الأكثر شيوعًا حيث يُستخدم البالون لتوسيع الشريان.
- رأب الأوعية بالبالون والدعامة: في هذه الحالة، يُوضع دعامة معدنية أو دوائية بعد توسيع الشريان للمساعدة في إبقائه مفتوحًا لفترة أطول.
الدعامات قد تكون دعامات معدنية بسيطة أو دعامات مغلفة بالأدوية (الدعامات الدوائية) التي تساعد في تقليل احتمال حدوث انسداد جديد في الشريان.
فوائد رأب الأوعية الدموية
يتمثل الهدف الرئيسي لرأب الأوعية في تحسين تدفق الدم في الشرايين المتضررة، مما يؤدي إلى:
- تخفيف آلام الصدر (الذبحة الصدرية) الناجمة عن نقص تدفق الدم إلى القلب.
- تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
- تعزيز قدرة الأعضاء على تلقي الأوكسجين والمواد المغذية من خلال تحسين الدورة الدموية.
- تحسين جودة الحياة للمريض.
المخاطر والمضاعفات المحتملة
رغم أن رأب الأوعية يعد إجراءً آمنًا وفعالًا في معظم الحالات، إلا أنه قد يحمل بعض المخاطر والمضاعفات مثل:
- النزيف في مكان إدخال القسطرة.
- التجلط أو التسبب في تكوين جلطات جديدة في الوعاء الدموي.
- الإصابة بالعدوى.
- تضرر الجدران الداخلية للشرايين.
- تكرار الانسداد أو التضيق في الأوعية الدموية.
التحضير قبل الإجراء
قبل إجراء رأب الأوعية ، يجب على المريض الخضوع لفحوصات شاملة لتقييم الحالة الصحية العامة وتحديد وجود أي أمراض أخرى قد تؤثر على نجاح العملية. قد تشمل هذه الفحوصات:
- فحص الدم.
- تصوير الأشعة السينية أو تصوير الأوعية الدموية.
- فحص وظائف القلب.
يجب على المريض التوقف عن تناول بعض الأدوية مثل مضادات التخثر (الأدوية التي تمنع تجلط الدم) قبل الإجراء لضمان سلامة العملية.
فترة التعافي بعد رأب الأوعية الدموية
بعد إجراء رأب الأوعية، سيحتاج المريض إلى فترة نقاهة قصيرة في المستشفى.
يعتمد وقت التعافي على حالة المريض الصحية العامة وعلى نوع الإجراء الذي تم اتخاذه.
في معظم الحالات، يمكن للمريض العودة إلى الأنشطة اليومية في غضون أسبوع إلى أسبوعين، لكن قد يوصى بتجنب الأنشطة الشاقة لفترة أطول.
الوقاية من انسداد الأوعية الدموية بعد الإجراء
بغض النظر عن نجاح عملية رأب الأوعية الدموية، من المهم أن يتبع المريض نمط حياة صحي للوقاية من حدوث تضيق أو انسداد آخر. تشمل النصائح الوقائية:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الحفاظ على الوزن المثالي.
- تجنب التدخين.
- مراقبة مستويات ضغط الدم والكوليسترول.
- متابعة الحالة الصحية مع الطبيب بانتظام.
